الإمام: انخفاض التعلیم والمواقف الاجتماعیة تسبب تطرف الشباب المھاجرین
.وفقًا للدكتور الشعار، يشعر العديد من الشباب من خلفيات مهاجرة، بما في ذلك أولئك الذين وُلدوا ونشأوا في فنلندا، بالإقصاء من المجتمع بسبب الإهمال والرفض.
سيبلونجيل تاريكو
سركان آلكان
تم النشر ۰۸.۱۰.۲۰۲٤ ۱۰:۵٦
اخر تحديث ۰۸.۱۰.۲۰۲٤ ۱۰:۵٦
یقول الدكتور محمد الشعار: “للأسف، ھنا في أوروبا، وخاصة في فنلندا، لدینا عدد قلیل ج ًدا من المجتمعات الإسلامیة المتعلمة جی ًدا. ھذه واحدة من أكبر التحدیات التي تمنع تطرف الشباب”.
وھو إمام الجمعیة الإسلامیة في ھلسنكي وعضو مؤسس في المجلس الأوروبي للأئمة. یحمل أی ًضا دكتوراه في الدراسات الإسلامیة واللغویات وقد قام بالتدریس في عدة جامعات. الإمام الذي ُولد في مصر یعیش في فنلندا منذ عام 2007.
عندما یتحدث الدكتور الشعار عن نقص التعلیم، لا یشیر فقط إلى التعلیم الرسمي، بل یشیر أی ًضا إلى أن الشباب لدیھم معرفة قلیلة ج ًدا أو معدومة بتعالیم الإسلام، على الرغم من نشأتھم في الإسلام.
ویضیف الدكتور الشعار أنھ لم یسبب ھذا مشاكل كبیرة حتى الآن في فنلندا. ولكن یجب أن تكون كل من المجتمعات الإسلامیة والمجتمع الفنلندي بشكل عام واعیة لذلك، لأن القضایا یمكن أن تتفاقم مع مرور الوقت.
التعلیم والارتباط بالمجتمعات یساعدان على مكافحة التطرف
وف ًقا للدكتور الشاعر، فإن الحكومة تتحمل مسؤولیة كبیرة في معالجة تطرف الشباب المھاجرین. ومع ذلك، یعتقد أن المسؤولین لا یمنحون أنفسھم الفرصة لفھم القضیة بشكل كامل.
ما ینقص ھو الفھم الصحیح للثقافة الإسلامیة والعربیة. العدید من المھاجرین یأتون من خلفیات استبدادیة مع مستوى منخفض من التعلیم. بدون بعض الھیكل أو التوجیھ، قد یواجھون صعوبة في التكیف مع حریاتھم الجدیدة في فنلندا، كما یقول الدكتور الشعار.
ویشیر إلى أن اقتراحھ ھو أن تشارك الحكومة الفنلندیة في إنشاء شكل من أشكال السلطة لتنظیم المجال الدیني الإسلامي في فنلندا، مشابھة للوقف الإسلامي في البلدان الإسلامیة.
ھذه السلطة لن تتعلق بفرض القوة بشكل سلبي، بل بتوفیر إشراف یساعد في توجیھ السلوك ویضمن أن یشعر الأفراد بأنھم جزء من نظام منظم.
“على سبیل المثال، قد لا یتمكن شخص ما من تحسین سلوكھ بمفرده وقد یستفید من شكل من الدعم المنظم”.
نقص الموارد یعیق العمل
داخل الجمعیة الإسلامیة في فنلندا، ھناك حال ًیا تحدیین رئیسیین عندما یتعلق الأمر بمنع تطرف الشباب، كما یقول الدكتور الشعار. الأول ھو نقص الموارد.
“لیس لدینا ما یكفي من المال. الحكومة تقدم بضع آلاف من الیوروھات سنو ًیا، لكن ھذا لیس كاف ًیا”.
بالإضافة إلى ذلك، یعتقد أن أعضاء المجتمع المسلم لا یفھمون تما ًما التحدیات التي یواجھونھا. ویرجع ذلك جزئ ًیا إلى خلفیاتھم. إذا جاء الشخص من بلد یحكمھ نظام شمولي، غال ًبا ما تكون لدیھ الخبرة بأنھ لیس لدیھ صوت في القضایا.
“إذا طلبنا تبرعات أو رعایة، فلن یشارك الناس، لأنھم لا یفھمون لماذا ھذا مھم. إنھم یفكرون فقط في شراء آیفون أو سیارة ویشعرون أن ذلك یكفي”.
ستكون ھناك حاجة للمال لإنشاء أنشطة لجذب الشباب، مثل الأندیة والریاضات. لا یمكننا أن نتوقع من الشباب أن یقضوا كل وقتھم في المسجد في الصلاة، كما یشیر الدكتور الشعار.
المشكلة الثانیة ھي نقص الأئمة المتعلمین.
“في فنلندا، لدینا فقط ثلاثة أو أربعة أئمة درسوا في مؤسسات إسلامیة معترف بھا”، یقول الدكتور الشعار. “أما البقیة یتم تعیینھم من باب الحاجة، دون تعلیم مناسب. البعض منھم غیر قادر حتى على القراءة والكتابة باللغة العربیة”.
على المدى القصیر، یمكن معالجة المشكلة من خلال توظیف أئمة مؤھلین تخرجوا من مؤسسات إسلامیة معترف بھا دول ًیا، مثل جامعة الأزھر في مصر، كما یقول الدكتور الشعار. حجتھ ھي أن الأئمة المدربین بشكل جید یمكنھم توجیھ الشباب بشكل أكثر فعالیة، مما سیقلل من التطرف.
على المدى الطویل، یود الدكتور الشعار رؤیة إنشاء أقسام للدراسات الإسلامیة في الجامعات الفنلندیة. الفكرة ھي تعلیم الطلاب في دراسات إسلامیة مناسبة ولكن في سیاق الثقافة الفنلندیة والعقلیة الأوروبیة.
الشباب سیجدون مجموعة ینتمون إلیھا – للأفضل أو للأسوأ
عند مناقشة المشكلات في المجتمعات الإسلامیة، یتم أحیا ًنا فھم ذلك بشكل خاطئ على أنھ شكوى ضد المجتمع، كما یقول الدكتور الشعار. ھو لا یحب ھذا النوع من التفكیر. بل، یرى أن معالجة المشاكل ھي جزء من بناء جسور ودمج المجتمعات الإسلامیة بشكل فعال في المجتمع الفنلندي.
لكن بناء الجسور لیس شی ًئا یمكن أن تفعلھ المجتمعات الإسلامیة بمفردھا. ھناك حاجة أی ًضا لتغییر مواقف المجتمع الفنلندي تجاه المھاجرین.
حال ًیا، یشعر العدید من الشباب ذوي الخلفیات المھاجرة بأنھم مستبعدین من المجتمع، حتى لو ُولِدوا في فنلندا، كما یقول الدكتور الشعار.
یتحدث عن النبرة الخفیة. لا یقول أحد شی ًئا بالضرورة بشكل علني، لكن الھیاكل وطریقة تصرف الناس في المجتمع توصل الرسالة: “أنت لا تنتمي ھنا، ھذا لیس مكانك”.
مثال جید ھو التمییز المنھجي في سوق العمل، كما یقول.
“إذا تقدم مھاجر یحمل اسم مسلم أو أفریقي لوظیفة، سیكون من الصعب علیھم الحصول على وظیفة. حتى قبل أن تتقدم، لدیك شعور أنك س ُترفض”.
ھذه الأنواع من التجارب ستؤدي إلى شعور الناس بالتھمیش. “یبدأ الناس في التفكیر، ‘إذا لم أكن جز ًءا من المجتمع الذي أعیش فیھ، سأبحث عن مكان أنتمي إلیھ'”.
في الوقت الحاضر، یحدث ھذا البحث غال ًبا على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حیث تنتشر أی ًضا الآراء المتطرفة.
“الشباب الذین یبحثون عن الھویة ھم أھداف ضعیفة، لأنھم مستعدون لقبول الأفكار”. یذكر الدكتور الشاعر أی ًضا أن التطرف لیس شی ًئا یحدث فقط بین المسلمین المھاجرین.
في فنلندا، كانت ھناك علامات على وجود مشاعر یمینیة متطرفة ومعادیة للمھاجرین. إذا تصاعدت ھذه المشاعر إلى العنف، فقد تؤدي إلى ردود فعل من المھاجرین، بما في ذلك أولئك الذین یرون حال ًیا فنلندا كوطن لھم.
على الرغم من أن الوضع ھادئ حال ًیا، یقول الدكتور الشعار إن ھناك علامات تحذیریة. ھناك حاجة للتعاون لمنع العنف في المستقبل.
ترجمة النص إلى اللغة العربية إسراء إسماعيل سعيد